الرئيسية ............ رياضة ............ حوادث ............ مقالات........... إتصل بنا

  • RSS
  • Delicious
  • Digg
  • Facebook
  • Twitter

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

مواجهة الخراب


الاثنين 22 من مارس 2010
الخراب ليس مجرد اسم للكنيس اليهودي الذي بناه الصهاينة لصيقاً بالمسجد العمري وعلي بعد أمتار من المسجد الأقصي.
بل هو أيضاً وصف لرسالة دولة (إسرائيل) ومهمتها التاريخية التي تؤيدها في قلب الوطن العربي منذ ستين عاماً ويزيد.
(إسرائيل) هي دولة نشر الخراب. هذه هي مهمتها ورسالتها وعقيدتها ودورها كما يتضح من سياستها ومواقفها طوال تاريخها القصير والذي لن يمتد طويلاً، فما مضي من عمر دولة الخراب أكثر مما تبقي لها.



وليس هذا بغريب علي كيان غريب مزروع بالعنف ضد حقائق الجغرافيا والتاريخ معاً. كيان سماته الأساسية أنه استعماري استيطاني توسعي عدواني عنصري. وقد وصل إلي ذروة تناقض مع القيم الإنسانية بإصراره علي «يهودية الدولة» وهي إعلان رسمي صريح عن الطبيعة العنصرية لدولة الخراب ولا عجب أن يكون بناء الكنيس الذي يحمل نفس الاسم ويعبر عن الوصف تجسيداً لعقيدة عنصرية أسطورية تستخدم الدين اليهودي أداة في يد الصهيونية للدفاع عن رسالة الخراب.
لم يكن ممكناً للدولة الصهيونية أن تمارس كل هذه الغطرسة والاستباحة والإذلال وآخره الإصرار علي الاستمرار في إقامة المستوطنات وبناء كنيس الخراب لولا خراب النظام الرسمي العربي وهوانه وعجزه وفساده. وهو خراب ذو وجهين، الأول: أن هذا النظام قد أعلن انسحابه من مواجهة دولة العدوان ورضا بسلام ذليل مستحيل. والثاني: أنه يستميت في منع الشعب العربي من المقاومة حتي تحول أكثر حكام العرب إلي حراس لأمن (إسرائيل) يحاصرون المقاومة ويسدون أمامها الأبواب ويتطوعون بعقاب المقاومين.
لا فائدة ترتجي من نظام الخراب الرسمي العربي.
ولا قيمة للاكتفاء بهجاء دولة الخراب (الإسرائيلي) ولا حكام الخراب العربي.
لكن لحظة الألم العميق التي تمر بها الأمة الآن وهذا الشعور العارم بالغضب والمهانة وقلة الحيلة تستدعي، مرةً أخري وليست أخيرة، هذه الحقيقة البسيطة العميقة التي اكتشفها جمال عبدالناصر الضابط المقاتل الجريح في حرب 1948. وهي أن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير مصر وأن الطريق إلي القدس يبدأ من القاهرة.
حين انخلع السادات من قلب مصر وخلع مصر من قلب أمتها وقيدها بحبال «كامب ديفيد» دب الخراب في النظام الرسمي العربي. قبل هذه الواقعة كان النظام العربي يتراوح بين المقاومة والممانعة والضعف والتخاذل لكنه كان قائماً، وبغياب مصر حل الخراب.
لا إمكانية لإعادة بناء النظام العربي بدون عودة الروح إليه ومصر هي روح النظام العربي وقائده الطبيعي بالجغرافيا والتاريخ والديموجرافيا والتاريخ. ولا سبيل لعودة مصر إلي روحها إلا بالتطهر من وزر السلامة الذليلة والتحرر من أغلال كامب ديفيد.
مواجهة الخراب الصهيوني، تبدأ بتعمير الخراب العربي، والنقطة الحاسمة في تعمير الخراب العربي هي تعمير الخراب في مصر. ولا تعمير إلا بالتغيير.
صحيح أن المطالب المعلنة الآن التي تحتشد وراءها حركة التغيير المتنامية في مصر تقتصر علي الديمقراطية السياسية وهي مطالب تتصاعد منذ سنوات ويتشارك في إعلانها والسعي إليها كل النخب السياسية المصرية وتنصب كما صاغتها مطالب الجمعية الوطنية للتغيير في ضمانات انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة تتطلب تعديل عاجل للمواد 76، 77، 88 من الدستور. لكن من يعرف مصر حقاً يدرك عمق الارتباط بين المطلب الديمقراطي والمطلب الاجتماعي والمطلب الوطني. ولا إمكانية لإكراه سلطة الخراب في مصر بالمطالب الديمقراطية دون حشد شعبي واسع يضم ملايين المصريين وهؤلاء تتجسد مشكلتهم الملموسة المحسوسة التي يعانونها كل يوم في الفقر. والأولوية عندهم ليست في الديمقراطية بل في لقمة العيش. وهم أحوج لمطلب القضاء علي الفقر والجوع والبطالة والغلاء والفساد قبل القضاء علي الاستبداد.
وعلي حركة التغيير أن تخاطب ملايين الفقراء بما يلبي حاجتهم، لا حاجة النخبة السياسية. وأن توضح لعموم الناس في مصر أن هدفها هو القضاء علي الفقر بالديمقراطية. وأن الطريق لإشباع الجوعي هو الحرية. وأن النظام الذي تستهدفه هو الذي يلبي مطالب الأغلبية ومادامت الأغلبية من الفقراء فإن الديمقراطية هي طريقهم لتحديد السياسات التي تنصفهم وتنهي قهرهم واستغلالهم وتفتح لهم باب العيش الكريم والنصيب العادل من الثروة الوطنية.
ومن يعرف المصريين حقاً يوقن أن الديمقراطية هي الباب لاستعادة الكرامة الوطنية، والدور القيادي لمصر في قلب أمتها العربية، ولو طرحت كامب ديفيد في استفتاء شعبي حر نزيه، فإن المصريين بعقولهم وقلوبهم سيقولون فيها ما يقولونه اليوم ضد كنيس الخراب.
فلتكن مطالب التغيير المقصورة الآن علي الديمقراطية أساساً لتوحيد النخب لكنها هي ذاتها ستكون الباب الطبيعي لاستعادة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للأغلبية ولاستعادة الكرامة الوطنية والمكانة القومية.
وهو ما سيتضح ويتأكد كلما انتقلت حركة التغيير من القاعات إلي الشوارع ومن النخبة إلي الجماهير.
فلتكن دعوتنا هي التغيير، ولنحرص علي قيام إطار وطني واسع بدون إقصاء ولا استثناء يضم الحركات السياسية والاجتماعية التي استمدت مشروعيتها من الناس والأحزاب الرسمية التي استمدت شرعيتها من القانون، وكل هيئات المجتمع المدني والشخصيات وعموم الناس بدون تنابذ ولا شحناء ولا تغليب للخلافات الثانوية مادام الكل يعلن اتفاقه علي برنامج الحد الأدني الضروري وهو المطالب الديمقراطية هذا هو طريق التغيير، وشرط التعمير، وهو السبيل لمواجهة الخراب.
المصدر: موقع جريدة الكرامة
حمدين صباحي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

Blogroll

الشرطة البريطانية تعتقل جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس"... ميليشيا عباس تختطف 21 من قياديي وأنصار حماس... جالاوي: قوافل جديدة ستتجه لغزة العام المقبل... ويكيليكس: واشنطن حذرت دولاً عربية من دعم حماس... كاميرون يلمح لانسحاب بريطاني مبكر من أفغانستان... محادثات "نووي إيران" تستأنف اليوم... الكيان الصهيوني يعتقل 700 طفل فلسطيني سنويًّا... بدء التحقيقات العلنية في تفجيرات لندن 2005م
حقوق الطبع والنشر محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Copyright 2010 مقالات شبكة بلطيم الإخبارية - All Rights Reserved.
Designed by Web2feel.com | Bloggerized by Lasantha - Premiumbloggertemplates.com | Affordable HTML Templates from Herotemplates.com.