الرئيسية ............ رياضة ............ حوادث ............ مقالات........... إتصل بنا

  • RSS
  • Delicious
  • Digg
  • Facebook
  • Twitter

السبت، 30 يوليو 2011

عين الدجال والمنتفعين الأربعة



لا شك من أن نجاح الجزء الأول من الثورة المصرية يرجع لعدة عوامل مجتمعة لا 

يمكننا إقصاء أي عامل من هذه العوامل وإلا كنا غير منصفين ولكن في هذا المقال انا 

أركز على عامل واحد فقط لأنه بالنسبة لي ومن قبل أن يتم الجزء الأول من نجاح 

ثورة 25 يناير وأنا ثابت على هذا الرأي وكنت أقوله في وقتها ولكن تأكد لي بعد 

الأحداث الأخيرة التي حدثت بميدان العباسية وهذا العامل هو قناة الجزيرة فقناة 

الجزيرة الإخبارية كان لها كبير الأثر في نجاح هذه الثورة ولا احد ينكر هذا الدور 

الذي قامت به تجاه الثورة المصرية على خلاف ما قامت به تجاه الثورات الاخرى 

وانا هنا أرى أن الدور الذي قامت به قناة الجزيرة كان له منتفع أو مستفيد أخر من 

الثورة بل منتفعان بل ثلاثة بل أربع منتفعين لهذه الثورة .

المنتفع الأول :

المنتفع الأول وهي قناة الجزيرة ذاتها فهي أنتفعت بأنها ضافت لرصيدها الإعلامي 

كنز لا يمكن تقديره وإظهار الإحترافية الاعلامية المعهودة لقناة الجزيرة وهذا يعد 

سبق صحفي وإعلامي لا يمكن تكراره مرة أخرى وإلا قامت بتكراره مع بقية الثورات 

المشتعلة في المنطقة حيث قامت الجزيرة بتسخير القناة بكل طاقتها 24 ساعة 

متواصلة لخدمة الثورة المصرية ولا ينكر أحد أن الجزيرة كان لها أكبر الأثر في حشد 

الجموع إلى الشوارع مما ساعد على نجاح هذه الثورة ومن ينكر هذا الدور فأكيد لا 

يكون منصفاً .

المنتفع الثاني :

أرى أن قناة الجزيرة حينما قامت بهذه التغطية المشهود لها ببراعتها وكفائتها ما 

كان لإظهار الإحترافية الإعلامية فحسب بل كانت هناك نوايا وخفايا أخرى خبيثة 

وأرى أن الجميع يتفق معي على هذا حتى وان كنا نعترف للجزيرة بأنها من أسباب 

نجاح الثورة فأنا أرى أن هذه التغطية كان من ورائها تصفية حسابات شخصية بين 

الإدارات السياسية المصرية القطرية وخاصة أن الجميع يعرف أن العلاقات السياسية 

بين البلدين كانت في تدهور إلى أن وصل الأمر إلى الشتائم والسباب على لسان 

صحفيو البلدين وما أن سنحت الفرصة لأحد الطرفين من الإنتقام وهو يمتلك سلاح 

قوي مثل الجزيرة إلا وإن قام على الفور وصوب سلاحة تجاه عدوه وبالفعل قامت 

قناة الجزيرة بدفع طلقاتها الإعلامية دون توقف حتى أردت العدو قتيلا وأنتقم نظام 

سياسي من نظام سياسي بأحدث الأسلحة العصرية على الساحة " قناة الجزيرة ".

المنتفع الثالث :

قناة الجزيرة لا تعمل تحت إدارة عربية خالصة ولكن مؤخراً تم إكتشاف ان عدد كبير 

من محرري الاخبار بالجزيرة يحملون الجنسية الصهيونية وهذا يعني أن الإدارة 

الحقيقية ؟؟؟وبالتالي فإنها يملى عليها خطط للقيام بتنفيذها وبالتالي أرى أن كان 

هناك مخطط مدروس وجاهز للتنفيذ خاص بمصر وقامت الجزيرة بتنفيذ هذا المخطط 

لصالح الكيان الصهيوني وطبعاً هذا المخطط الصهيوني كان من المفترض أن يكون 

له نتائج مغايرة للنتائج التي حدثت إلى الأن فكانت النتائج المرجوة من هذا المخطط 

هي إحداث حالة من الفوضى العارمة داخل البلاد حتى يتم إنهيار الدولة المصرية 

ويصبح المنال سهلاً ولكن خاب أملهم لوعي الشعب المصري وتمسكة بمبادئة 

وترابطة وأخلاقة المعهودة ولكن ما تخلى الصهاينة مجتمعين عن مخططهم لإسقاط 

الدولة ويستمروا في محاولتهم المستميتة لتحقيق هذا الغرض وتأكد لي ذلك أثناء 

أحداث ميدان العباسية وما جرى فيه من أحداث فرأيت الجزيرة موجودة بالميدان من

 قبل الأحداث وبكامل عتادها وكأنها على علم مسبق بما سيحدث وقامت بتخصيص 

قناة خاصة لأحداث مصر وإنفضح خبثها أكثر عندما قام مراسليها بإستضافة 

أشخاص ممن يسبون ويشتمون في الجيش وذلك طبعاً لزيادة الكره والبغض للجيش 

من قبل المشاهدين حتى يحدث المنال الخبيث وهو خروج الشعب على الجيش ليتم 

تدمير الجيش كما حدث مع الداخلية وتصبح مصر بلا امن داخلي او خارجي وعندما 

إستضاف احد مراسليها شخص وما كان يتوقع انه يدافع عن الجيش فقام المراسل 

بمقاطعتة وقال له أترك الجيش يدافع عن نفسة وها هنا نجد الجزيرة لايوجد لها إلا 

عين واحدة وهذه الصفة لا تتواجد إلا في المسيح الدجال فهي تنظر وترى بعين 

واحدة فقط وياليتها عين إعلامية شريفة ولكن عين غربية صهيونية خبيثة .

المنتفع الرابع :

 المصري والذي جاءت كل هذه الأمور لتصب في مجراه فرغم التخطيط المختلف 


النوايا وبرغم قيام الجزيرة بإظهار نفسها كأنها هي الأداة الإعلامية الأولى عالمياً 


فعملت كل هذه العوامل على خدمة الشعب المصري للتخلص من نظام أباده حياً 


وأفقره وأمرضة وجعله يحمل كل صفات البؤس والشقاء وكانت الأمنية بعيدة المنال 


للكثيرين حتى وان ذهب الطاغية فكان من المستحيل التخلص من نظامة البائس 


ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين وحمداً لله على ثورتنا المجيدة ونسأل الله 


أن يتم علينا نجاحها بالخير .

بالرغم من كل ما سبق إلا أن المنتفع الرابع هو المنتفع الحقيقي وهو الشعب

هناك الكثير ممن يتفق معي في هذا الرأي وأرى أيضاً أن هناك الكثير ممن يختلف 

معي في هذا الرأي ولكن الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .

الاثنين، 25 يوليو 2011

فضل صلاة الفجر - بقلم فتح الله النحراوي


يـــــا أهل الفجر فئة موفقة، وجوههم مسفرة ، وجباههم مشرقة ، وأوقاتهم مباركة ، فإن كنت منهم فاحمد الله على فضله ، وإن لم تكن جملتهم فدعواتي لك أن تلحق بركبهم، أتدري من هم ؟
إنهم أهل الفجر
قوم يحرصون على أداء هذه الفريضة، ويعتنون بهذه الشعيرة ، يستقبل بها أحدهم يومه ، ويستفتح بها نهاره، والقائمون بها تشهد لهم الملائكة ، من أداها مع الجماعة فكأنما صلى الليل كله إنها صلاة الفجر التي سماها الله قرآنا فقال جل وعز: {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً} سورة الإسراء من الآية(78)ـ
أهل الفجر
الذين أجابوا داعي الله وهو ينادي (حي على الصلاة،حي على الفلاح)، فسلام على هـؤلاء القوم ، حـين استلهموا ( الصلاة خير من النوم )، واستشعروا معاني العبودية، فاستقبلتهم سعادة الأيام تبشرهم وتثبتهم، قال صلى الله عليه وسلم : "بشر المشائين في الظلم إلى المسجد بالنور التام يوم القيامة " أخرجه الترمذي وأبو داود
يا أهل الفجر
هنيئاً لكم أن تتمتعوا بالنظر إلى وجه الله الكريم في الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم: "إنِّكم سترون ربَّكم كمَا ترون هذا القَمرَ لا تُضامونَ في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشَّمسِ وقبلَ غروبها فافعلُوا ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} أخرجه البخاري ومسلم
يا أهل الفجر
ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال والزوجات ، وترجعون أنتم بالبركة في الأوقات والنشاط وطيب النفس وأنواع الهدايات ، ودخول الجنات ونزول الرحمات، قال صلى الله عليه وسلم: "من صلى البُردين دَخل الجنة " أخرجه البخاري ومسلم. والبردان:صلاة الفجر وصلاة العصر، وقال صلى الله عليه وسلم: "لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها " أخرجه مسلم. والمراد بهذا صلاة الفجر وصلاة العصر
يا أهل الفجر
أنتم محفوظون بحفظ الله، أنفسكم طيبة، وأجسادكم نشيطة ، يقول صلى الله عليه وسلم: "من صلَّى الصبح فهو في ذمة الله ".أخرجه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: "يعقدَ الشيطان على قافية رأسِ أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، ويضرب على مكان كل عقدة عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى إنحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان " متفق عليه
فبادروا إخواني إلي أداء صلاة الفجر في المساجد وبارك الله فيكم وهدانا وإياكم إلي كل خير ....

السبت، 23 يوليو 2011

الجيش والهوية بطلقة واحدة هوائية




بقلم / هشام حجازي


لا سيما أن الأحداث الجارية في مصر تؤسف جميع كل من يحبون هذا الوطن الغالي ويغارون 


علية ومن المؤسف أيضاً أن تجد هذه الأحداث مخطط لها ومدبر من قبل بعض التوجهات


 لإنكار فكر الأخرين أو سيطرة فكرهم وأرائهم على العامة وأنا قصدت من عنواني الجيش


 والهوية بطلقة واحدة هوائية أن المقصود من هذه الأحداث هو الجيش المصري هذا المحور


 الأول والمحور الثاني هو الهوية الإسلامية لمصر وأسرد كل محور على حده.

المحور الأول : " الجيش المصري "
هناك بعض الحركات الشبابية السياسية التي أعلنت بعد الثورة عن قيام عدد من شبابها


 بتلقي تدريبات في الولايات المتحدة الأمريكية على تفعيل الديمقراطية وطبعاً في هذا


 المحور خاصة انا لا أشكك في وطنية هؤلاء الشباب ولكن هؤلاء الشباب أتخذوا كدمية في


 أصابع من يتربص لوطننا الغالي وأصبحوا ينفذون خطط جاهزة لما تدربوا عليه هم يقومون


 بتنفيذ هذه الخطط على انها تخدم الوطن وتحقق الديمقراطية المنشودة في مصر ولكن


 هي في حقيقتها ليس الغرض منها ذلك ولكن الغرض منها هي إثارة الفوضى في البلاد


 ويصبح الجيش همه وشغله الشاغل الإهتمام بالشأن الداخلي للبلاد حتى يتم إستنزاف


 الجيش داخلياً ونصبح بلا أمن قومي خارجي وغير قادرين على حماية الوطن من أي عدوان


 خارجي وهذا المخطط مدروس بدقة عالية وحكمة عالية من المتربصين بمصر وها هو


 المحور أو الشق الخاص بالجيش في هذا الموضوع ويتلخص في " إستنزاف الجيش داخلياً "


المحور الثاني : " الهوية " 

وفي هذا المحور أو هذا الشق لا أنفي عن هذه الحركات المعرفة بل أزعم بأنها هي المخطط


 والمحرك الرئيسي لهذه الأحداث فكل هذه الحركات هي من تدعو لعلمانية الدولة ونزعها


 من هويتها الإسلامية وعندما علمت هذه الحركات بأن كل الجماعات الإسلامية بلا إستثناء


 قامت بالإعلان عن المشاركة في مليونية29/7


 للحفاظ على هوية مصر الإسلامية إنتابت هذه الجماعات والحركات العلمانية شعور بالرعب


 خاصة وأنها تعلم أن الجماعات الإسلامية قادرة على حشد الملايين من الشعب وهذه القدره


 لم تأتي من فراغ ولكنها أتت من ثقة الناس في هؤلاء وميل الناس للدين ميلاً كبيراً ولذلك


 قامت هذه الحركات أو بعضها بإفتعال هذه الأحداث في هذا التوقيت خاصة لإحداث حالة من


 الفوضى والهرج والمرج لتقليل عدد المشاركين في هذه المليونية المعلن عنها من قبل


 الإسلاميين وحتى يجعلوا الكثيرين من الناس يتقاعسوا عن المشاركة فيها لحفظ الأمن


 وإسترداد الإستقرار للبلاد وهذا يعني أن المليونية تفشل في حشد الجموع مما يكون ظاهر


 للرأي العام المحلي والدولي أن الأغلبية تريد العلمانية وليست المرجعية الإسلامية أو أن


 المجلس العسكري يصدر قراراً عسكرياً قبل الجمعة المزعومة لمنع أي تظاهرات في هذا


 التوقيت للحفاظ على امن البلاد ويكون بذلك قد تم إفشال مليونية الحفاظ على الهوية .


وبذلك تكون هذه الأحداث عملت على ضياع الهوية الإسلامية لمصر وجعلها بلا هوية وعملت 


هذه الأحداث أيضاً على إستنزاف الجيش المصري ليصبح بلا قوة حقيقية وغير قادر على 


الدفاع عن الوطن وطبعاً ليس من الطبيعي أبداً أن تكون هذه النتائج وليدة أحداث عشوائية 


ولكن لابد أن تكون وليدة أحداث مخطط لها ومدروسة بدقة بالغة .

الجمعة، 22 يوليو 2011

هكذا فقط يمكن أن تضيع ثورتنا



عندما تتسع الهوة بين المطالب الشعبية والمطالب الثورية

ملامح الطريق :

أزمات غير معلومة الأسباب

غياب للشرطة غير مفسر رغم الحاجة الماسة من غير محاسبة رغم أنها خيانة عظمى ولا توجد خريطة توضح طريق معالجة هذه المشكلة

عاد الهم لينحصر في لقمة العيش واسطوانة الغاز والبنزين والسولار وتوشك أحلام الثورة أن تضيع في أول خانة
من هرم ماسلو

أخبار مفزعة عن إنهيار وشيك للإقتصاد وكأنهم يحملون المسئولية للثورة ولشباب الثورة وكل من ساهم فيها

اخبار الإختطافات وأعمال البلطجة فاقت الوصف وخلقت جوا من الرعب والإرهاب والخوف على الأبناء طال القطر كله 


فهل هناك مؤامر تهدف إلى أن يكره الشعب ثورته ويكره اليوم الذي جائت فيه ؟!

هل هناك من يهدف إلى تأهيل الشعب نفسيا ليتقبل هذه الخطوة المجهولة التي يفرشون لها

أخشى أن تتسع الهوة بشكل مخيف بين شباب الثورة ومطالبهم الراقية وبين مطالب الشعب المتآمر عليه

أخشى أن يثور الشعب على ثورته حتى إذا خرج مليونا من الشباب إلى الميدان وجدوا استجابة مفزعة من الشعب

بل أخشى أن يثور الشعب على شبابه الحر

لذلك


وقبل أن يضيع الحلم ينبغي للحركة أن تكون أسرع وينبغي أن تظل الجذوة متقدة وينبغي أن تكشف اللعبة للشعب

المغرر به

لا سبيل إن استمرت الأمور هكذا إلا التحرير من جديد وبكل قوة ، ولماذا تحرير واحد فلنجعل في كل محافظة تحرير
إن كانت لعبتهم تعتمد على خلق وعي مشوه فلنصحح نحن هذا الوعي ونكشف خيوط المؤامرة ، إن هذا الشباب الحر المثقف جدير أن يشكل وعيا لا يسهل خداعة فليتحرك من أجل الوطن وليترك قليلا هذه العصبيات والصراعات الفكرية والسياسية
فالثورة في خطر حقيقي

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

القيادة الربانية بقلم / ماهر جعوان


القيادة الربانية بقلم / ماهر إبراهيم جعوان
 
أثبتت الأحداث والوقائع والتاريخ أن القيادة الربانية هي التي يختارها الله تعالي علي عينه وتستشعر مدي توفيق الله لها وعنايته بها في الاختيار والقرار ،ووضح ذلك جلياً في دعوة الإخوان المسلمين منذ نشأتها علي يد الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله من عام 1928:1948 ويعلم القاصي والداني ما حباه الله من مواهب وقدرات وطاقات أقل ما يوصف بها أنه رجل رباني وهذا ما وصفه به ربير جاكسون في كتابه الرجل القرآني فلن نتحدث عنه كثيراً ،فقد أطراه العدو قبل الصديق،
ثم جاء القاضي الجليل الحكيم حسن الهضيبي رحمه الله  1949:1973م في وقت عصيب وبشرط عجيب بأن يوافق عليه كل قيادات الإخوان وهو في ذلك الوقت لم يكن معروفا عند الكثرين ،وقد أوصي به الإمام البنا خيراً ،وارتضاه حكماً وناصحاً إذا ألم بالجماعة خطب من بعده ، فقرر مكتب الإرشاد إسناد الأمر إليه وكان رجل الساعة في تصديه لجهود إذابة الجماعة وانهائها وسجن أعضائها وتشريدهم، وأثبتت الأحداث صدق رؤيته وصلابة موقفه،وكل من كانوا مرشحين لهذا المنصب تقريباً تركوا الجماعة ولانوا للطغاة والفراعين بأشكال شتي ، فلنتخيل أن الأمر وسد إلي من قبل المنصب الوزاري وقال بعد ذلك ذلة نفس ،أو من منع الهضيبي من دخول مكتبه لأكثر من عام، أو من أيد الطغاة والفراعين، ما عساه يكون مصير الجماعة إن لم يمهد لها قائداً ربانياً يعبر بها إلي شاطئ الأمان في بحر متلاطم الأمواج قرابة 20 عاما،هذا القائد الرباني الذي قرأ الأحداث من بدايتها وقال عن العسكر ليس فيهم خير ، يُحكم عليه بالإعدام فيقول كأني خارج من غرفة الجلوس إلي غرفة النوم،ويخفف الحكم إلي الأشغال الشاقة المأبده    ويفرج عنه بعفوا صحي لما علموا قرب أجله لما كثرت عليه الأمراض والأوجاع ، وبعد أن تستقر حالته الصحية يقدم طلباً لإدارة السجن أنه قد استقرت حالته ويريد أن يقضي باقي المدة في السجن مع الإخوان ،حتي لا يتمايز عنهم ،و يوم أن أحضر له مروحة في زنزانته لأنه الرجل الكبير في السن ،كثير الأمراض ، ألقي بها خارج الزنزانه وقال يوم أن يكون لكل أخ مروحة في زنزانته أكون آخر من يأخذها ،يوم أن واجهه الطواغيط بأن دعوة الإخوان محظورة في مصر ، فقال بعزة المسلم القائد الرباني أنت حظرتموها في مصر وأنا مرشد الإخوان المسلمين في العالم
ثم جاء الشيخ الوقور الحكيم عمر التلمساني رحمه الله 1973:1986 ،بذات الشرط التعجيزي أن يوافق عليه كل قيادات الجماعة،وهو الرجل الوقور البسيط الخلوق الرقيق الذي ربما لا يستطيع أن يسير أسرة إخوانيه قليلة العدد ، ولكنها إرادة الله التي تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرس لدعوته وتنصر أوليائه ، فيتحرك بحماس الشباب وحكمة الشيوخ فتجتمع عليه كل ألوان الطيف السياسي يؤلف بينهم ويوحد صفهم، فكان فتح من الله وجمع الله علي يديه شتات الإخوان في العالم أجمع بعد سنوات من الألم والعذاب بإحياء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فكان بحق رجل المرحلة ، فأتي برعاية الله وقدره الذي ألقاه علي ألسنة وقلوب وأيدي الإخوان ، يوم أن مات الطاغية ووصل الخبر إلي السجن قال رحمه الله فعُتب في ذلك فقال لو رحمه الله وهو فعل ما فعل فكيف يكرم سبحانه وتعالي أوليائه ، أليس هو من قال أكون ساعي يريد للرئيس الذي يطبق شرع الله ، أليس هو من وقف في وجه حاكم مصر قائلا شكوتك إلي الله ، فاهتز علي عرشه وتراجع عن اسائته ،واحمر وجهه وقال اسحبها يا عمر فقال لم اشكك إلي ظالم ، قال عنه رئيس جمهورية باكستان ضياء الحق أنت مرشدنا جميعاً يا أستاذ عمر
ثم جاء الأستاذ محمد حامد أبوالنصر رحمه الله 1996:1986 ففتحت في عهده النقابات ودخول البرلمان وترسيخ تواجد الإخوان في المجتمع ، وحتي نعلم عظمة القيادة في هذه الجماعة المباركة نقص هذا الموقف للأستاذ أبو النصر رحمه الله ، بعد مذبحة لمان طرة الشهيرة أحب الطغاة تكرارها في أماكن وسجون أخري وتشاء إرادة الله أن يكون الأستاذ أبو النصر هو مسئول الإخوان في هذا السجن ، وهو رجل صعيدي من منفلوط ، فجاء به قائد السجن واشتدد الحوار بينهما فصفعه قائد السجن علي وجهه آملاً أن يرد عليه فيطلق الحراس النيران علي كل المساجين ،ورأي الإخوان ما حدث فعلموا أنهم صرعي لأن أبو النصر رجل صعيدي وغيور ولا يقبل الإهانه بأي شكل من الأشكال ولأنها القيادة الربانية التي يختارها الله علي عينه فما كان منه رحمه الله إلا أن قال (أي أوامر أخري يا فندم)وتركه وانصرف فتنفس الإخوان الصعداء عجباً مما رأوا فسألوه عن سبب ذلك فقال لو كنت بمفردي لردتها عليه ، أما وأني مسئول عنكم فلا ، قيادة تحفظ وتصون وتحقن دماء أفرادها ولو علي عزة نفسه وكبريائه وشرفه ، فليست قيادة ضرورة إنما قيادة ربانية تستشعر وتري توفيق الله لها،
ثم جاء صاحب فقة الدعوة الحاج مصطفي مشهور رحمه الله 2002:1996 وهوعنوان الصبر والثبات فرسخ تواجد الجماعة بعد حملة جديدة من النكران والتعتيم والتشويه ، لجأ إلى التحالفات السياسية مع بعض الأحزاب وخاضت الجماعة الانتخابات البرلمانية والنقابية ، وحققت نجاحات رائعة.
لقد اتسم عهده بالعقلانية المفرطة في ابتعاده عن أي صدام مع الدولة ، مهما بلغت تجاوزات الحكومة والأجهزة الأمنية، وعده بعض المفكرين السياسيين والإعلاميين كالدكتور عبد الوهاب الأفندي ، أفضل عهود الجماعة ،  فلم تعد الإخوان حركة هامشية على الساحة السياسية ، ولم تدخل في مواجهة شاملة مع الدولة ، ولم تتعرض قياداتها للقتل والإعدام والتشريد والسجن ، ويرى الدكتور الأفندي أن الجماعة في عهده صارت المعارضة الأولى في البرلمان المصري، وقد حققت صموداً عجيباً ، بل حققت معجزة الانتصار على محاولات الإفناء والتغييب ، ولم تكتف الحركة بالمحافظة على بقائها في ظروف صعبة تمثلت في عداء نشط من قبل الأجهزة والدولة ، ومن المناخ العالمي ، بل تفوقت كذلك على كل منافسيها ،                                                        بحيث أصبحت الحركة السياسية الأولى في البلاد.والذي يقرأ كتاباته في كتبه وفي الصحافة، يعرف أي جراءة في الحق كانت تعتمل في نفس الرجل ، فتتفجر على سنان قلمه ، فيكتب ما يكتب في نصاعة بيان ، ووضح هدف ، بلا جلجلة ولا غموض.
والذي يطالع رسالته التي بعث بها إلى الرئيس الأمريكي بوش الابن ، بعيد انتخابه، يعرف أي رجل هذا الشيخ
ثم القاضي بن القاضي المرشد بن المرشد محمد المأمون حسن الهضيبي رحمه الله2004:2002           الذي رفض سب مصر في الاذاعة الصهيونية وهو أسير عند اليهود في حرب 48 بينما الذي حاكمه في محكمة الشعب وسجنه أكثر من عشرين سنة ،وكان أسيراً أيضا سب مصر ومن فيها حتي يفرج عنه من الأسر
ثم جاء الفارس المقدام الجريئ صاحب الخطوات الواسعة الأستاذ محمد مهدي عاكف حفظه الله ورعاه    2010 : 2004  يُحكم عليه بالإعدام وينفذ فيمن قبله ويلغي الحكم عليه فيأبي الله ألا أن يعاصر كل من ظلموا وطغوا وتجبروا ويبقيه الله شاهداً علي عصره وعلي تاريخ طويل من الجهاد والتضحية ، يرفض مقابلة الملك فاروق حيث أراد مفاوضته في تدريب الفدائين، فله اسهامه في حرب فلسطين وحروب القناة وثورة يوليو
ومرحلة الابتلاءات في سجون مصر طولها وعرضها ،ثم علاقته بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومسئول المركز الإسلامي للدعوة بميونخ بألمانيا ثم عضوا بمجلس الشعب المصري 87 ثم عودة إلي سجون مصر بالمحاكمات العسكرية ،ثم مرشدا سابقا للجماعة لضرب  المثل والقدوة للشباب بأننا جنود نعمل لله فلا مناصب في الدعوة فكان يقول أنا جندي برتبة مرشد للإخوان ولو أراد ليظل مرشداً لكان هو، كان يقول للرئيس المخلوع أنا وأنت علي أعتاب القبر فلنعمل عمل نلقي الله عليه ، واسأذن للذهاب إلي ميدان التحرير فلم يؤذن له حتي لا تضار الثورة من قبل المفسدين
ثم يأتي الأستاذ محمد بديع حفظه الله علي غير المتوقع فيكون بديعاً أسماً علي مسمي ويأتي الخير لمصر كلها بثورة 25 يناير ويعاد فتح شعب ومقارات الإخوان في كل أنحاء مصر المحروسة من جديد بعد أكثر من 60 عام من غلقها وتعلن الجماعة عن حزبها الموعود حزب الحرية والعدالة ، لتكن حرية نحميها وعدالة نبنيها ، ويحتج البعض ويستقيل البعض ويغامر البعض ،ولكنها سنة الله في هذه الدعوة المباركة التي يصطفي لها الله قيادتها ومرشديها علي عينه وأثبتت الأحداث والوقائع والتاريخ خطأ من يترك هذه الجماعة وبعده عن الصواب.
فالجماعة لا تنفي طيبها ولا يصلح فيها ولا يصلحها إلا النفوس المزكاه لاسيما قادتها ومربيها ومرشديها.

المصدر: إخوان كفر الشيخ

الخميس، 30 يونيو 2011

مفترق الطرق ومسئولية الاختيار



أخجل وأنا أقول أن عامة الشعب المصرى لم يستوعب معنى ومضمون
ثورة 25 يناير , فالثورة قامت لإزالة الباطل الواضح وإيجاد حاضر ومستقبل
أفضل لهذا البلد , ولكن عامة الشعب بل وبعض نخبه تأبى إلا أن تنظر تحت أقدامها , ولكنى ألتمس العذر لهؤلاء العامة , فلم يكن عدم الفهم ذنبهم , 
ولكنه ذنب النظام السابق الذى قضى فى الحكم ثلاثين عاما يربى شعبا
بطريقه تمكنه من الاستمرار فى حكمه إلى ما شاء الله ,
فقد ربى شعبا مطيعا تعود على طوابير لا نهاية لها لينال أبسط حقوقه , 
شعبا يخاف من كل زى ميرى بصرف النظر عن من يرتديه ,
شعبا يخاف القانون ولا يحترمه , لقد نجح النظام السابق فى تربية فئة
من الشعب تعودت على الحرمان , فإذا ما جاءها الارتواء استنكرته ,
لقد استنكروا زهد المجلس العسكرى فى حكم مصر , واستنكروا إمكانية 
وجود شرطة أمينة , واستنكروا إمكانية وجود رئيس جمهورية قبل مجلس الشعب , استنكروا محاكمة الطغاة .
لقد شوه النظام السابق قطاع عريض من عامة الشعب حيث أدمنوا العيش على هامش الحياة , فإذا ما دخلوا فى مركزها استكثروا على أنفسهم 
وانزووا إلى الهامش , استكثروا الحرية على أنفسهم , 
استكثروا على أنفسهم الحياة الحقيقية ؛ الحياة الحرة ,
وينتظرون الحاكم الذى تخضع له الرقاب بسطوته وغلظته , 
وكأن مقولة ( مصر تحتاج إلى دكتاتور عادل ) نص لايمكن الاستغناء عنه .
هذا الشعب الضحية يفرط فى فرصته فى الحياة الكريمة , 
يفرط فيها كل مسئول أمن لا يؤدى واجبه , ويفرط فيها كل 
عامل لا يذهب إلى مصنعه , يفرط فيها كل من يهرب قوت الشعب 
من أجل زيادة فى الربح , يفرط فيها كل ينتهز الفرصة لكسب مطلب فئوى
أو طائفى , يفرط فيها كل من لا يؤدى واجبه , لقد جاءتنا الفرصة 
ولكننا نفرط فيها فلا نلوم إلا أنفسنا , فنحن فى مفترق طرق 
وأسأل الله أن نسلك طريق الرشاد . 

المصدر: مدونة الراية استاذ عبدالله جعوان.

الاثنين، 6 يونيو 2011

الداعية القدوة والسفر للسياحة


الداعية القدوة والسفر للسياحة
علوي بن عبدالقادر السَّقَّاف
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فقد ظهرت على بعض الدعاة في السنوات القليلة الماضية عددٌ من الظواهر السلبية، كان من أبرزها وربما أخطرها تراجع عدد منهم في أخذ الدين بقوة، ومجاهدة النفس على السير على خطى أسلافهم من أهل العلم والدعوة في القيام بأمر الشريعة، وتعظيم شعائر الله، الأمر الذي لا ينكره إلا مكابر، ولعل من أهم أسباب ذلك التراجع: تكالب أعداء الإسلام من خارج بلاد المسلمين ومن داخلها على شأن هذا الدين، وكثرة النقد اللاذع للمنهج الإسلامي الصحيح، ثم ما صاحب ذلك من نقدٍ آخر ذاتي، كان أكثر ميلاً إلى الهدم منه إلى البناء، لاسيما من بعض الدعاة الذين عتورهم شيء من الهزيمة النفسية، ناهيك عن شيوع فتاوى برامج الفضائيات والمعتمدة على ما يسمى بالتيسير بصرف النظر عن الدليل، الأمر الذي أنتج تراجعاً عند بعض الدعاة عن ذلك النهج الذي كانوا عليه إلى آخرَ هجين بين التميع والتميز؛ كل ذلك وغيره أدى إلى هذا الضعف العام الذي تشهده ساحة الدعوة، وخاصة فيما يتعلق بتميز أولئك الدعاة في عبادتهم وخلقهم ومظهرهم وربما طريقة تعاملهم مع قضايا الشريعة وأمور الدعوة، مما أدى إلى إفراز كثيرٍ من الظواهر المتعددة والمؤلمة والتي لم تكن تُعهد من قبل، وما ظاهرة السفر إلى خارج البلاد المحافظة التي يعيشون فيها، إلى أخرى مغايرة تماماً لتلك الطبيعة المحافظة، لا لشيء غير مجرد ما يعرف بالسياحة، أو الترويح عن النفس؛ إلا من هذه الظواهر.
وهنا نقول، بأن مِن الدعاة إلى الله مَن لا يكترث لهذا التميز أصلاً، فليس هو مقصودنا بهذا الحديث، وإنما مقصودنا أولئك الإخوة الذين اعتادوا أخذ هذا الدين بقوة {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف:145]، وأقاموا الشريعة بمأخذ الجد، فحملوا همَّ هذه الدعوة شهوراً متتابعة، طيلة العام باذلين أوقاتهم وجهدهم، منشغلين بدعوتهم عن ترفيه أنفسهم وأهل بيتهم وأبنائهم؛ فلا شك أن مثل هؤلاء قد يجدوا في أنفسهم، وفي من يعولون من أهلٍ وذرية، حاجة إلى شيء من الترفيه عن النفس بسفرٍ أو نزهةٍ أو ما شابه ذلك، وما من شك كذلك أن هذا أمر مباح لا بأس به، وقد يكون مطلوباً أحياناً، والأصل في السفر الإباحة، وقد يكون أحياناً مندوباً أو واجباً، ومرادنا في هذه المقالة ذلك السفر والانتقال إلى بلاد يكثر فيها الفساد والمنكر، من تبرجٍ وسفورٍ وتناول للخمور، وغيرها مما لا يخفى على أحد، كل ذلك وهذا الداعية والقدوة المسافر إلى تلك البلاد، يشهد ذلك كله أو بعضه، لكنه عاجز عن إنكار شيء منه، بل قد يلجأ إلى المكوث في موقع حدوث المنكر – كالمطارات، وأماكن التسوق، وبعض المطاعم، والطرقات - ساعات طوال، مشاهداً، أو مستمعاً، وترى كثيراً من هؤلاء الإخوة يتذرع بشبه واهية، لعل من أبرزها أنهم في رحلة إلى بلاد إسلامية، مع أن واقع كثيرٍ من هذه البلاد - للأسف - لا يختلف كثيراً عن أكثر بلاد الكفار من حيث مظاهر التبرج والسفور، والعري، وتناول الخمور، وفشو المنكرات.
ثم إن المرء ليعجب من قيام البعض منهم بحَثِّ الآخرين على الذهاب إلى تلك البلاد متذرعين بحجة المساهمة في تحسين الوضع الاقتصادي للمسلمين هناك!، ولم يفرق أولئك الإخوة بين ما يمكن أن يقال للمفرِّطين من المسلمين الذين يريدون الذهاب إلى بلاد الكفر، وبين ما لا ينبغي على الدعاة فعله لا سيما من هم في موطن القدوة ، وكم هو نفيس كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حضور الأماكن التي تكثر فيها المنكرات، مع العجز عن إنكارها، -وهذا يشمل السفر والحضر- ، يقول رحمه الله في مجموع الفتاوى (28/239) : ((ليس للإنسان أن يحضر الأماكن التي يشهد فيها المنكرات ولا يمكنه الإنكار، إلا لموجب شرعي، مثل أن يكون هناك أمر يحتاج إليه لمصلحة دينه أو دنياه لا بد فيه من حضوره، أو يكون مكرهاً، فأما حضوره لمجرد الفرجة وإحضار امرأته تشاهد ذلك؛ فهذا مما يقدح في عدالته ومُروءته إذا أصرَّ عليه، واللّه أعلم)) انتهى. وهذا مبنيٌ على ما هو مستقر ومعلوم من الشريعة بأن الأصل وجوب الإنكار باليد، أو اللسان، - والغالب أن ذلك متعذرٌ في أكثر تلك البلاد- فإن لم يمكن، فإنكار القلب هو أضعف الإيمان، والإنكار بالقلب كما قال العلماء يكون ببغض المنكر وهجرانه والبعد عنه لا بالذهاب إليه اختياراً دون مصلحة دينية أو دنيوية راجحة، كما هو ظاهر من كلام شيخ الإسلام وغيره، فمن تلك المصالح الدينية طلب العلم والدعوة إلى الله، ومن الدنيوية العلاج المتعذر في بلاد تخلو من تلك المنكرات، والتجارة التي لا بد منها، ونحو ذلك، أمَّا مجرد الذهاب لغرض الفرجة، أو النزهة، أو السياحة، فليست من ذلك في شيء، فكيف بمن يذهب بزوجته وأبنائه وبناته الذين بلغ بعضهم سن المراهقة؟!
ولو أن الداعية القدوة تأمل تلك المحاذير الشرعية والمفاسد الأخلاقية المترتبة على هذا النوع من السفر لأعاد النظر فيه، أو تردد قبل الإقدام عليه، لا سيما مع وجود نوع آخر من المنكرات، كاضطرار الداعية المسافر لوضع صور زوجته، وبناته، في جواز السفر ومن ثم رؤية الرجال لهن عند نقاط التفتيش، ومعابر الحدود وغيرها، ومن ذلك أيضاً اعتياد أبناء الدعاة وبناتهم واستمراؤهم مشاهدة تلك المنكرات، وهم مع ذلك يرون أباهم الداعية القدوة لا يحرك ساكناً، بل ربما اضطر أحياناً إلى محادثة نساء متبرجات و التعامل معهن!، ومن جهة أخرى فإن تكرار مثل هذا السفر، يولد لدى أسرة الداعية رغبة في مزيد منه حباً في التعرف على بلد جديد أو ثقافة مختلفة، ولذلك قلما ترى مسافراً لهذه الأماكن عاماً إلا وتراه يسافر العام أو الأعوام التي بعده، ومما يؤسف له أن ترى كثيراً من أبناء أولئك الدعاة وبناتهم وأسرهم يتفاخرون بأسفارهم تلك، وربما حثوا غيرهم على القيام بها، ولنا أن نتخيل حال ذلك الجيل الذي يمثِّلُ فيه أبناءُ الدعاة وبناتهم محط النظر، ومقصد الاقتداء.
وهنا نخاطب إخواننا الدعاة قائلين:
إذا كان لا يسوغ لنا التوسع في فعل المباح في بعض الأوقات، فكيف يسوغ لنا الإقدام على فعلٍ، أقل ما يقال فيه، أنه من المشتبهات المفضية إلى الحرام؟!
قال الأوزاعي رحمه الله: (كنا نمزح ونضحك فلما صرنا يقتدى بنا , خشيت ألا يسعنا التبسم) (سير أعلام النبلاء: 7/132)
و قال ابن القيم في (مدارج السالكين: 2/26):
(قال لي يوماً شيخ الإسلام -قدس الله روحه- في شيء من المباح: هذا ينافي المراتب العالية وإن لم يكن تركه شرطاً في النجاة).
فنصيحتي لهؤلاء الدعاة -وكذا الداعيات- أن يعيدوا النظر في أسفارهم تلك، وليتذكروا أن ثمَّت من يقتدي بهم، وربما قلدهم في أفعالهم وتصرفاتهم، وأنهم بتصرفهم هذا يسيئون لأنفسهم، ولأبنائهم وبناتهم، ولدعوتهم ولطلابهم ومن يقتدي بهم، وليبحثوا عن بدائل تتناسب مع مقامهم الذي وضعهم الله فيه، وهي كثيرة ومتوفرة ولله الحمد.
وأخيراً قد يقول بعض هؤلاء إنَّ حجم التغيرات التي تشهدها الساحة تتجاوز الحديث في مثل هذه الموضوعات، فبلاد المسلمين تُحتَل وتُدَمَّر، وأنت تتحدث عن ظواهر سلبية عند بعض الدعاة وعن سفرهم للسياحة، فأقول:
إن كان الأمرُ كذلك –وهو كذلك- فكيف يسوغ لكم السفر للسياحة والنزهة وصرف الأموال فيها؟!، أما كان الأولى صرفها لإخماد الحرائق، وبناء ما دُمِّر؟
وقد يقول آخرون: إن الزمان قد تغير والمنكرات موجودة في كل مكان، فأقول:
هذا صحيح، وعين المرء لا تخطيء ذلك، لكن، هل السفر للسياحة ومخالطة المنكرات وضياع الأموال والأعمار تُصلح فساد المجتمعات؟ ألسنا الآن أحوج من ذي قبل لتمسكنا بديننا وتميزنا؟!
اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون،اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.


الدرر السنية.

 

Blogroll

الشرطة البريطانية تعتقل جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس"... ميليشيا عباس تختطف 21 من قياديي وأنصار حماس... جالاوي: قوافل جديدة ستتجه لغزة العام المقبل... ويكيليكس: واشنطن حذرت دولاً عربية من دعم حماس... كاميرون يلمح لانسحاب بريطاني مبكر من أفغانستان... محادثات "نووي إيران" تستأنف اليوم... الكيان الصهيوني يعتقل 700 طفل فلسطيني سنويًّا... بدء التحقيقات العلنية في تفجيرات لندن 2005م
حقوق الطبع والنشر محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Copyright 2010 مقالات شبكة بلطيم الإخبارية - All Rights Reserved.
Designed by Web2feel.com | Bloggerized by Lasantha - Premiumbloggertemplates.com | Affordable HTML Templates from Herotemplates.com.