الرئيسية ............ رياضة ............ حوادث ............ مقالات........... إتصل بنا

  • RSS
  • Delicious
  • Digg
  • Facebook
  • Twitter

الثلاثاء، 19 يوليو 2011

القيادة الربانية بقلم / ماهر جعوان


القيادة الربانية بقلم / ماهر إبراهيم جعوان
 
أثبتت الأحداث والوقائع والتاريخ أن القيادة الربانية هي التي يختارها الله تعالي علي عينه وتستشعر مدي توفيق الله لها وعنايته بها في الاختيار والقرار ،ووضح ذلك جلياً في دعوة الإخوان المسلمين منذ نشأتها علي يد الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله من عام 1928:1948 ويعلم القاصي والداني ما حباه الله من مواهب وقدرات وطاقات أقل ما يوصف بها أنه رجل رباني وهذا ما وصفه به ربير جاكسون في كتابه الرجل القرآني فلن نتحدث عنه كثيراً ،فقد أطراه العدو قبل الصديق،
ثم جاء القاضي الجليل الحكيم حسن الهضيبي رحمه الله  1949:1973م في وقت عصيب وبشرط عجيب بأن يوافق عليه كل قيادات الإخوان وهو في ذلك الوقت لم يكن معروفا عند الكثرين ،وقد أوصي به الإمام البنا خيراً ،وارتضاه حكماً وناصحاً إذا ألم بالجماعة خطب من بعده ، فقرر مكتب الإرشاد إسناد الأمر إليه وكان رجل الساعة في تصديه لجهود إذابة الجماعة وانهائها وسجن أعضائها وتشريدهم، وأثبتت الأحداث صدق رؤيته وصلابة موقفه،وكل من كانوا مرشحين لهذا المنصب تقريباً تركوا الجماعة ولانوا للطغاة والفراعين بأشكال شتي ، فلنتخيل أن الأمر وسد إلي من قبل المنصب الوزاري وقال بعد ذلك ذلة نفس ،أو من منع الهضيبي من دخول مكتبه لأكثر من عام، أو من أيد الطغاة والفراعين، ما عساه يكون مصير الجماعة إن لم يمهد لها قائداً ربانياً يعبر بها إلي شاطئ الأمان في بحر متلاطم الأمواج قرابة 20 عاما،هذا القائد الرباني الذي قرأ الأحداث من بدايتها وقال عن العسكر ليس فيهم خير ، يُحكم عليه بالإعدام فيقول كأني خارج من غرفة الجلوس إلي غرفة النوم،ويخفف الحكم إلي الأشغال الشاقة المأبده    ويفرج عنه بعفوا صحي لما علموا قرب أجله لما كثرت عليه الأمراض والأوجاع ، وبعد أن تستقر حالته الصحية يقدم طلباً لإدارة السجن أنه قد استقرت حالته ويريد أن يقضي باقي المدة في السجن مع الإخوان ،حتي لا يتمايز عنهم ،و يوم أن أحضر له مروحة في زنزانته لأنه الرجل الكبير في السن ،كثير الأمراض ، ألقي بها خارج الزنزانه وقال يوم أن يكون لكل أخ مروحة في زنزانته أكون آخر من يأخذها ،يوم أن واجهه الطواغيط بأن دعوة الإخوان محظورة في مصر ، فقال بعزة المسلم القائد الرباني أنت حظرتموها في مصر وأنا مرشد الإخوان المسلمين في العالم
ثم جاء الشيخ الوقور الحكيم عمر التلمساني رحمه الله 1973:1986 ،بذات الشرط التعجيزي أن يوافق عليه كل قيادات الجماعة،وهو الرجل الوقور البسيط الخلوق الرقيق الذي ربما لا يستطيع أن يسير أسرة إخوانيه قليلة العدد ، ولكنها إرادة الله التي تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرس لدعوته وتنصر أوليائه ، فيتحرك بحماس الشباب وحكمة الشيوخ فتجتمع عليه كل ألوان الطيف السياسي يؤلف بينهم ويوحد صفهم، فكان فتح من الله وجمع الله علي يديه شتات الإخوان في العالم أجمع بعد سنوات من الألم والعذاب بإحياء التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فكان بحق رجل المرحلة ، فأتي برعاية الله وقدره الذي ألقاه علي ألسنة وقلوب وأيدي الإخوان ، يوم أن مات الطاغية ووصل الخبر إلي السجن قال رحمه الله فعُتب في ذلك فقال لو رحمه الله وهو فعل ما فعل فكيف يكرم سبحانه وتعالي أوليائه ، أليس هو من قال أكون ساعي يريد للرئيس الذي يطبق شرع الله ، أليس هو من وقف في وجه حاكم مصر قائلا شكوتك إلي الله ، فاهتز علي عرشه وتراجع عن اسائته ،واحمر وجهه وقال اسحبها يا عمر فقال لم اشكك إلي ظالم ، قال عنه رئيس جمهورية باكستان ضياء الحق أنت مرشدنا جميعاً يا أستاذ عمر
ثم جاء الأستاذ محمد حامد أبوالنصر رحمه الله 1996:1986 ففتحت في عهده النقابات ودخول البرلمان وترسيخ تواجد الإخوان في المجتمع ، وحتي نعلم عظمة القيادة في هذه الجماعة المباركة نقص هذا الموقف للأستاذ أبو النصر رحمه الله ، بعد مذبحة لمان طرة الشهيرة أحب الطغاة تكرارها في أماكن وسجون أخري وتشاء إرادة الله أن يكون الأستاذ أبو النصر هو مسئول الإخوان في هذا السجن ، وهو رجل صعيدي من منفلوط ، فجاء به قائد السجن واشتدد الحوار بينهما فصفعه قائد السجن علي وجهه آملاً أن يرد عليه فيطلق الحراس النيران علي كل المساجين ،ورأي الإخوان ما حدث فعلموا أنهم صرعي لأن أبو النصر رجل صعيدي وغيور ولا يقبل الإهانه بأي شكل من الأشكال ولأنها القيادة الربانية التي يختارها الله علي عينه فما كان منه رحمه الله إلا أن قال (أي أوامر أخري يا فندم)وتركه وانصرف فتنفس الإخوان الصعداء عجباً مما رأوا فسألوه عن سبب ذلك فقال لو كنت بمفردي لردتها عليه ، أما وأني مسئول عنكم فلا ، قيادة تحفظ وتصون وتحقن دماء أفرادها ولو علي عزة نفسه وكبريائه وشرفه ، فليست قيادة ضرورة إنما قيادة ربانية تستشعر وتري توفيق الله لها،
ثم جاء صاحب فقة الدعوة الحاج مصطفي مشهور رحمه الله 2002:1996 وهوعنوان الصبر والثبات فرسخ تواجد الجماعة بعد حملة جديدة من النكران والتعتيم والتشويه ، لجأ إلى التحالفات السياسية مع بعض الأحزاب وخاضت الجماعة الانتخابات البرلمانية والنقابية ، وحققت نجاحات رائعة.
لقد اتسم عهده بالعقلانية المفرطة في ابتعاده عن أي صدام مع الدولة ، مهما بلغت تجاوزات الحكومة والأجهزة الأمنية، وعده بعض المفكرين السياسيين والإعلاميين كالدكتور عبد الوهاب الأفندي ، أفضل عهود الجماعة ،  فلم تعد الإخوان حركة هامشية على الساحة السياسية ، ولم تدخل في مواجهة شاملة مع الدولة ، ولم تتعرض قياداتها للقتل والإعدام والتشريد والسجن ، ويرى الدكتور الأفندي أن الجماعة في عهده صارت المعارضة الأولى في البرلمان المصري، وقد حققت صموداً عجيباً ، بل حققت معجزة الانتصار على محاولات الإفناء والتغييب ، ولم تكتف الحركة بالمحافظة على بقائها في ظروف صعبة تمثلت في عداء نشط من قبل الأجهزة والدولة ، ومن المناخ العالمي ، بل تفوقت كذلك على كل منافسيها ،                                                        بحيث أصبحت الحركة السياسية الأولى في البلاد.والذي يقرأ كتاباته في كتبه وفي الصحافة، يعرف أي جراءة في الحق كانت تعتمل في نفس الرجل ، فتتفجر على سنان قلمه ، فيكتب ما يكتب في نصاعة بيان ، ووضح هدف ، بلا جلجلة ولا غموض.
والذي يطالع رسالته التي بعث بها إلى الرئيس الأمريكي بوش الابن ، بعيد انتخابه، يعرف أي رجل هذا الشيخ
ثم القاضي بن القاضي المرشد بن المرشد محمد المأمون حسن الهضيبي رحمه الله2004:2002           الذي رفض سب مصر في الاذاعة الصهيونية وهو أسير عند اليهود في حرب 48 بينما الذي حاكمه في محكمة الشعب وسجنه أكثر من عشرين سنة ،وكان أسيراً أيضا سب مصر ومن فيها حتي يفرج عنه من الأسر
ثم جاء الفارس المقدام الجريئ صاحب الخطوات الواسعة الأستاذ محمد مهدي عاكف حفظه الله ورعاه    2010 : 2004  يُحكم عليه بالإعدام وينفذ فيمن قبله ويلغي الحكم عليه فيأبي الله ألا أن يعاصر كل من ظلموا وطغوا وتجبروا ويبقيه الله شاهداً علي عصره وعلي تاريخ طويل من الجهاد والتضحية ، يرفض مقابلة الملك فاروق حيث أراد مفاوضته في تدريب الفدائين، فله اسهامه في حرب فلسطين وحروب القناة وثورة يوليو
ومرحلة الابتلاءات في سجون مصر طولها وعرضها ،ثم علاقته بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومسئول المركز الإسلامي للدعوة بميونخ بألمانيا ثم عضوا بمجلس الشعب المصري 87 ثم عودة إلي سجون مصر بالمحاكمات العسكرية ،ثم مرشدا سابقا للجماعة لضرب  المثل والقدوة للشباب بأننا جنود نعمل لله فلا مناصب في الدعوة فكان يقول أنا جندي برتبة مرشد للإخوان ولو أراد ليظل مرشداً لكان هو، كان يقول للرئيس المخلوع أنا وأنت علي أعتاب القبر فلنعمل عمل نلقي الله عليه ، واسأذن للذهاب إلي ميدان التحرير فلم يؤذن له حتي لا تضار الثورة من قبل المفسدين
ثم يأتي الأستاذ محمد بديع حفظه الله علي غير المتوقع فيكون بديعاً أسماً علي مسمي ويأتي الخير لمصر كلها بثورة 25 يناير ويعاد فتح شعب ومقارات الإخوان في كل أنحاء مصر المحروسة من جديد بعد أكثر من 60 عام من غلقها وتعلن الجماعة عن حزبها الموعود حزب الحرية والعدالة ، لتكن حرية نحميها وعدالة نبنيها ، ويحتج البعض ويستقيل البعض ويغامر البعض ،ولكنها سنة الله في هذه الدعوة المباركة التي يصطفي لها الله قيادتها ومرشديها علي عينه وأثبتت الأحداث والوقائع والتاريخ خطأ من يترك هذه الجماعة وبعده عن الصواب.
فالجماعة لا تنفي طيبها ولا يصلح فيها ولا يصلحها إلا النفوس المزكاه لاسيما قادتها ومربيها ومرشديها.

المصدر: إخوان كفر الشيخ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

Blogroll

الشرطة البريطانية تعتقل جوليان أسانج مؤسس موقع "ويكيليكس"... ميليشيا عباس تختطف 21 من قياديي وأنصار حماس... جالاوي: قوافل جديدة ستتجه لغزة العام المقبل... ويكيليكس: واشنطن حذرت دولاً عربية من دعم حماس... كاميرون يلمح لانسحاب بريطاني مبكر من أفغانستان... محادثات "نووي إيران" تستأنف اليوم... الكيان الصهيوني يعتقل 700 طفل فلسطيني سنويًّا... بدء التحقيقات العلنية في تفجيرات لندن 2005م
حقوق الطبع والنشر محفوظة. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
Copyright 2010 مقالات شبكة بلطيم الإخبارية - All Rights Reserved.
Designed by Web2feel.com | Bloggerized by Lasantha - Premiumbloggertemplates.com | Affordable HTML Templates from Herotemplates.com.